للمملكة العربية السعودية تراثًا وطنيًا طويلًا من العراقة والحضارة العربية القديمة تتمركز في المملكة العربية عددًا من الصناعات والمهن الحرفية التي مازالت تقدم فنًا مستقلًا بذاته وتستخدم في الأنشطة السياحية خاصة في المنطقة الشرقية التي تشهد إقبالًا كبيرًا من السكان المحليين والزوار ويتوارثها جيل بعد جيل لذلك سوف نلقي الضوء على أشهر تلك الحرف اليدوية والصناعات اليدوية الموجودة داخل المملكة العربية السعودية، تعرف الصناعات اليدوية بأنها المهارات الفردية التي يتوارثها الفرد جيلًا بعد جيل باستخدام عدد من الخامات الأولية البسيطة
الحرف السعودية اليدوية :
1- صناعة الفخار: يعد الفخار من الصناعات التي ما زالت محتفظة برونقها وجمالها التقليدي والتراثي تتميز الجزيرة العربية بصناعة الأوعية الفخارية بشكل خاص هي من الصناعات التي كان لها تجارة رائجة جدًا في القبائل القديمة يرجع موطن صناعة الفخار داخل المملكة العربية السعودية إلى المنطقة الشرقية هي احد أهم الصناعات اليدوية والحرفية لها أشكال وإحجام متعددة ولازال لها استخدامات حالية مثل الجرة والبلبله والمجسمات والمزهريات وأواني الطهي والأطباق الفخارية المزينة.
2- صناعة القوراب (السفن): هي من الصناعات القديمة جدًا في شبة الجزيرة العربية تسمى مهنة القلاف يقوم عدد من الحرفيين بصناعة القوارب بهدف الصيد بأشكال وأحجام متنوعة ويتم عرضها على الشواطئ مثل شاطئ الدمام والقطيف وسواحل كورنيش سيهات وساحل كورنيش الجبيل للبيع .
3- صناعة الأخشاب: من الصناعات القديمة في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية حيث ترتبط تلك الصناعة بصناعات اخرى مثل الحدادة والصناعات الجلدية ايضا يتم صناعة الأبواب والشبابيك اليدوية وغيرها من الاستخدامات العديدة دون الاعتماد على الآلة إلا فيما ندر ولها تجارة رائجة جدًا داخل المملكة العربية السعودية.
4- صناعة الحداده: حرفي شعبي قديم، كان له دور بارز في الماضي، ولا يزال دوره واضحاً في المجتمع حتى الأن ومن أبرز أدواتها، الكير والسندان والمطرقة، ومن أهم منتجات هذه الحرفة القدور والصواني والصحون وأدوات ومستلزمات كثيرة تستخدم في كافة المجالات.
5- صناعة البشوت: تشتهر بها منطقة الأحساء منذ زمن قديم فكان لها سمعة وشهرة كبيرتين بين مناطق المملكة وتوارثها الآباء عن الأجداد وهي موجودة إلى يومنا الحاضر، ويستخدم فيها الحائك خيوطاً متنوعة منها خيوط الغزل المستخرج من وبر الإبل وصوف الأغنام وتُصَدر البشوت إلى جميع مناطق المملكة.
6- صناعة النسيج: يتم صناعة البشوت وبيوت الشعر والمفارش والأغطية والجوارب ايضا داخل المنطقة الشرقية منذ القدم.
7- صناعة الخوص: من الصناعات اليدوية الجميلة والمربحة ايضا في المنطقة الشرقية بسبب توافر سعف النخيل يتم صناعة سلات الطعام والحصير وسجاد الصلاة والمكانس والقبعات والمراوح وغيرها ومن الأشكال الكثيرة هي أيضا من الصناعات الرائجة .
8- صناعة الحلى المحلية: من الصناعات المميزة جدًا التي لها تجارة رائجة جدًا صناعة الحلى اليدوي من الفضة والذهب والأصداف البحرية والأحجار الكريمة مثل الكهرمان والمرجان واللؤلؤ والخواتم والقلائد والإقراض وغيرها.
9- صناعة الشبك وأدوات الصيد: الصيد من الحرف اليدوية القديمة في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية ما زال إلى اليوم يتم تصنيع أدوات الصيد بشكل يدوي كالشباك وأسلاك النايلون.
10- مهنة الصفار : هي تلميع أواني القهوة والطهي يقوم صاحب تلك المهنة بتنظيف الأواني ودهنها وتلميعها بطريقة معينة من الداخل والخارج خاصة لأدوات القهوة النحاسية ..
لذلك تحرص المملكة العربية السعودية على دعم أصحاب الحرف اليدوية ودعم المشتغلين بها ومن لديهم مهارات العمل اليدوي عبر البرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية حيث يحرص البرنامج على تقديم المسابقات لأصحاب الحرف المتميزة والحرفيين في التصميم والإبداع والابتكار في المنتجات اليدوية حيث استحدثت الهيئة العامة للسياحة والآثار ممثلة في البرنامج الوطني لتنمية الحرف والصناعات اليدوية في المملكة العربية السعودية جائزة عكاظ السنوية في مجال الابتكار في الحِرف والصناعات اليدوية داخل جميع أرجاء المملكة العربية السعودية، من أجل التعريف بالحرفيين والاهتمام بهم وتشجيعهم على الابتكار و الإبداع واستمرار العطاء وتنمية مهاراتهم و صقلها في مجال الحرف والصناعات اليدوية، من أجل التعريف أيضا بالصناعات اليدوية الحرفية بالمملكة وعرضها في الخارج وفتح أسواق عمل جديدة لها ..
11- السواني : هي مهنة لاستخراج المياه من الآبار العميقة بالطريقة التقليدية القديمة، وعادة يقوم الساني بها قبل صلاة الفجر ويبدأ بالتصدير وهو بداية استخراج الماء ويقوم بإمتهانها أشخاص معينون، وتستخدم لري الحيوانات والماشية، ونقل المياه إلى البيوت مقابل اجرة معنية. ويستخدم في السواني حيوانات مدربة لهذا الفرض منها الابل والثيران والحمير بحيث تمشي مسافة معنية داخل أرض محفورة تسمى المنحاة وتقف عندما يصل الغرب إلى قاع البئر ليمتلئ مرة ثانية وهكذا وتصب الماء من الغروب في اللزاء وذلك لجمع الماء ومن ثم توزيعة ومن الأدوات المستخدمة منها الرشا والسريح والمقاط والضمد وغيرها وتشتهر بها منطقة نجد وعدة مناطق في المملكة.
12- خرازة الروي: هي حرفة يقوم بخرازتها وخياطتها حرفي متخصص في هذه المهنة ويستخدم مقص خاص ومخرز ويقوم بخياطة الروي التي تروون عليها الماء ينقلون من مكان إلى آخر وكذلك الدلو الذي يستخرجون بها الماء من البئر والزنابيل التي ينقل المزارع الحبوب والتراب والطين وكذلك وسيلة صيد الطيور والمسماة بالنبيلة (النباطة).
13- السقا: وتسمى المهنة ذاتها (السقاية) وهي من المهن التي شاعت في عموم المملكة وفي مكة المكرمة على وجه الخصوص وهي على نوعين:
• السقاءون المختصون بسقي الحجاج أو ما يسمى الزمازمة ووظيفتهم سقي الحجاج وزوار المسجد من ماء زمزم أو إيصالها إلى بيوتهم.
• السقاءون الذين يقومون بنقل المياه من مواردها وإيصالها إلى البيوت مقابل أجرة معينة.
وينقل السقاءون الماء في (قِرب) خاصة من الجلد ثم تطور الأمر بعد ذلك وأصبحوا يحملون الماء في (تنك) من الصفيح، إذ يحمل السقّا (تنكتين) على كتفه بوضع حامل خاص من الخشب بحيث تكون أحدهما أمامه والأخرى خلفه أثناء السير.
14- الدّياسة : وهي مرحلة هرس المحصول لفصل الحب عن السيقان والسنابل، حيث يحمل المحصول بعد حصاده إلى مكان بجانب المزرعة ويوضع بشكل دائري ويحاط برصيف دائري من الحجارة والجص، ثم يترك المحصول حتى يجف تحت أشعة الشمس وتتم عملية الدياسة بأن تحضر مجموعة من البقر أو الحمير وتنظم في حبل واحد بطريقة مخصوصة، ويقوم أحد الأشخاص بسياقتها بحيث تتحرك من اليمين إلى اليسار وبذلك يهرس الحب وينفصل لتتم تنقيته وجمعه في مرحلة لاحقه.
15- الخرّاز : الخرازة حرفة شعبية قديمة ولا تزال منتشرة حتى يومنا الحاضر، والخراز حرفي يتعامل مع الجلود بأدوات بسيطة كالمقصات والسكاكين والمخاريز والمجاذيب، وينتج الخراز عدداً من الأدوات كالنعال والقرب والصملان الخاصة باللبن وعكاك الدهن وخباء البنادق والمحازم والغروب.
أما المادة الأولية للخراز فهي الجلود التي يجلبونها من مناطق مختلفة.
16- صناعة المسابح : إحداى الحرف التقليدية المشهورة في بلادنا قديماً لكن شهرتها تتركز أكثر منطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة، ويستخدم الحرفي في هذا المجال جهاز بسيط ودقيق ويتكون من الأدوات الآتية: المخراطة والقوس والمثقاب والعزاب والمسن والقردان. أما المادة الخام المستخدمة لصناعة المسابح فهي عظام الحيوانات وخاصة السير التي تستخرج من البحار، ثم يقوم الحرفي بحفها ونقشها وتلوينها، وقد تصل قيمة بعض السبح إلى أسعار مرتفعة بحسب مادتها الخام كالكهرمان مثلاً وبحسب نقوشها وزخرفتها.
17- صناعة الأختام وكتابة الأمهار : كان هناك بعض الأشخاص المتخصصين بهذه المهنة، حيث يقومون بحفر الأختام والكليشيهات لأناس معنيين، كالكتاب والمشايخ والقضاة، وعمد الأحياء والتجار، ولكل شخص خاتم خاص يمهر به الأوراق، وهي بمثابة التصديق على محتويات الوثيقة.
ويقوم صانعها بحفرها يدوياً عن طريق الأدوات اليدوية البسيطة وتحفر بشكل مقلوب لكي تظهر عند ختمها بشكلها الصحيح واشتهرت فيها منطقة مكة المكرمة والمدينة المنورة وغيرها من المدن.
18- التطريز : من الحرف القديمة جداً والتي كانت النساء يمارسنها وتطورت ودخل الرجال في هذا المجال مع مرور الزمن، وتعتمد على مهارة صناعتها ولمسته اليدوية وبراعته في ذلك حيث يقوم برسم الأشكال بالخيط والإبرة مستخدماً في ذلك حيث يقوم برسم الأشكال بالخيط والإبرة مستخدماً في ذلك خيوطاً متنوعة وأشكالاً متعددة ومتداخلة لتظهر بأشكال جميلة تروق ناظرها.
وينقش التطريز على بعض الألبسة النسائية كالدراعية بأنواعها المختلفة (كالموركا) في منطقة عسير والمستخدم فيها خامة القطيفة، وكذلك (أم عصا وأم سفرة) كما ينقش التطريز على بعض أنواع أغطية الرأس النسائية كالشيلة أو ما يسمى قديماً المريشة، ويستخدم التطريز على بعض الألبسة الرجالية كالثوب المزودان وغترة الصوف والطواقي المطرزة بالزري أو الحرير.
19- حفّ المداد وصناعة الحصر: إحدى الحرف الشعبية القديمة، التي تختص بصناعة المفارض، ويتألف من مصنع شعبي صغير أبتكره الأجداد لسد حاجتهم من المفروضات المحلية ويتم تصنيعها على شكل مفارش مستطيلة الشكل تفرش على أرضية البيوت والمساجد للوقاية من التراب وبرودة الأرض أو حراتها، وتصنع الحصيرة من سقائف تخاط بعضها إلى بعض ثم يطوى طرف الحصيرة ويخاط بحبل من القصب، وتستخدم في صناعة الحصر حيال مصنوعة من الليف والأسل، وتشتهر منطقة الأحساء إلي جانب مناطق أخرى بهذه الحرفة نظراً لتوافر مادتها الخام وهي نبات الأسل الطبيعي، وصاحب هذه الحرفة يطلق عليه أسم ( المداد ).
20- الحائك: الحياكة أو فن السدو من الصناعات التقليدية الشعبية التي مارسها أجدادنا في الماضي، وتعتمد على خامات البيئة المحلية ومهارة الحائك.
والحائك فنان شعبي يجيد التعامل مع الخيوط الصوفية ونسجها بواسطة مصنع بسيط يسمى ( محاك ) وينتج بيوت الشعر وعدد من أنواع الفرش والبسط وبعض أغطية الكسوة في المنزل والأكياس التي تستخدم لخزن الحبوب والخروج والحبال وشمائل الإبل والخطم.
21- القفّاص : حرفي يتعامل مع جريد النخل بعد إزالة أوراقة أو ما يسمى ( الخوص ) بالتعبير المحلي، ومن أشهر الأدوات التي يبدعها القفاص: المحضر أو المنز وهو سرير نوم الطفل، وأقفاص الطيور، وأقفاص الرطب والتين والمراجيح القديمة وغيرها.
ويستخدم القفاص في عمله نوعين من الجريد، الجريد الأخضر والجريد اليابس.
22- الخوّاص : ويطلق عليها أسم ( سف الخوص ) وهي من المهن الشعبية التي في طريقها إلى الانقراض بسبب منافسة الحديث لها.
وقد كانت تعتمد على خاصة الخوص الذي يتألف من أوراق جريد النخل ويصنع منه: المهفة وهي المروحة اليدوية، والحصير والسفرة والأواني الخوصية بمختلف أحجامها وأنواعها.
23- الندّاف : من أصحاب الحرف الشعبية القديمة، والحرفة هي الندافة، والمندفة هي خشبة النداف التي يطرق بها القطن، ويتعامل النداف مع القطن بأدوات بسيطة ومتوارثة، ومن أهمها: القوس والوتر والشمع والكشتبان.
وينتج النداف عدداً من الأدوات التي كانت سائدة في مجتمعنا كالمطارح والمخاد بأحجامها وأشكالها والمساند الخاصة بالجلوس وغيرها الكثيرة في هذا المجال.